دعم الموسوعة:
Menu

الرأس الشريف (*)

إنْ رُمْتَ رأسَ الحُسينِ عاشِقا

فاقْصُدْ فؤادي تجدْهُ بارِقَا

لا تَبْحَثوا عَنْهُ مُنذُ فارقا

طافوا بقلبي فَظَلَّ عالِقا

بَدْرُ الدُّجى قَدْ سَمَا مشارقا

يتلو كتاب الإلهِ صادقا

إنَّ المقامَ الذي لنا رَقَى

ما هوْ سوى رِدَّةٍ إلى لِقَا

ما أكثَرُ النَقْلِ عائِقا

لكِنْ دليلاً أتى لما بقى

نفسي فِدىً للذي تسابقا

للموتِ لَبَّى النِّدا موافِقَا

ذي كعبة نحوها تسامَقَا

بل قبلة الكونِ زرْه واثِقَا

ما نَبْضُكَ الحُرُّ جاءَ دافِقَا

إلاّ بقتلِ الحُسينِ باسِقَا

في مهجتي بهجةٌ بما نَقَى

هل رأسهُ والحِجى تَعانَقَا

إذْهَبْ إلى الطفِّ سَلْهُ ناطِقا

عَمّا جَرى بالرؤوسِ سابِقَا

وَاذْرِِفْ دَماً ساكباً حرائقا

ذُخْراً سيبقى مع الفدا تِقا

كمْ مشهدٍ قد بَنَوْهُ شاهِقَا

يأتي إليهِ الحَبيبُ شائقا

أينَ القصورُ التي بها شَقى

طاغوتُ شامٍ فكانَ فاسِقا

هل لي أرى للقبورِ عافِقَا

كلاّ ولا ذكرهُمْ لنا وَقَى

هذا هو الفرق لو تصافَقا

قُم وارمق الطفَّ والملاحقا

أُمْدُدْ عيوناً تَرَ الحدائقا

وَاصْعَدْ تجدْ مَجْدَهُمْ طَوابِقا

باتتْ رياضٌ لكم مرافقا

العلمُ فيها يظلُّ رائقا

هُدَّتْ عروشُ العِدى مطارقا

فالظلمُ كالجهلِ باتَ زاهِقَا

 

........................

(*) الأبيات نظمها في لندن عندما كان يكتب عن مقامات الرأس الشريف وذلك في أول يوم من أيام محرم عام 1431هـ، عنى به يوم الجمعة الموافق 2009/12/18م.