عَتيقُ الحُسين(*)
عَبْدٌ أتى حُرّاً إلى نَيْنَوى |
يَجْري مَعَ الرِّيحِ الّتي مِنْ هَوى |
إذْ قَدْ رأى خَيْرَ الوَرى في البَلا |
فرْداً وحيداً عِنْدها قَدْ طَوَى |
ليلاً نهاراً في البَراري مَشَى |
يَرْجو نَعيْماً عالِيَ المُسْتَوى |
مأساةُ فِكْرٍ مِنْ لَدُنْ كَربَلا |
أوْدتْ إلى سِقْطٍ لِمَنْ إرْعَوَى |
قِنٌّ بِبَيْعٍ في الرَّدى يُشترى |
قَدْ إرْتَقَى نَحْوَ العُلا..ما هَوَى |
يَسْتلهِمُ العِزَّ الذي قَدْ خَبَا |
في شهيدٍ دَرْبُهُ.. ما خَوَى |
يُدْلي لَكُمْ ما طَفُّنَا في العَرى |
إلاّ عَرى عن ظُلْمكُم مَنْ ثَوَى |
قَدْ شاهَدَ السِّبْطَ الذي في البَرى |
إذْ عامَلَ المَوْلى وَعَبْداً سَوا |
أبْناؤهُم أمْثالُنا في الوَغَى |
مَنْ يا تُرى سَاوى مَسيحَ الهَوى |
مَعْ هاشِمِيٍّ أبْيَضَ في المَلا |
كَلاّ وَرَبِّي إنّهُ.. ما غَوَى |
مِنْ عَدْلِهِ.. فَاضَ السَّما والثَّرى |
لم يُمْتَهَنْ بل سارَ فيما نَوَى |
ضَحّى حُسَيْنٌ لِلْعُلى ما غَلاَ |
لا تَسْمَعوا مِنْ ناقِدٍ إنْ عَوَى |
أوْ قائلٍ: ذي فِتْنةٌ في الوَرى |
آثارُها تطفو..فؤادي اكْتَوَى |
يا جَوْنُ قُلْ ماذا بَدَا أوْ عَدَى |
هلْ كَفُّكَ البيضاءُ طالتْ لِوَا |
إنّي مَعَ المَوْلَى مَليك القُرى |
طُوبى لنا مثْوىً بِنا إحْتَوَى |
كلُّ الذي مِنْ رَكْبِنَا قَدْ مَضَى |
اليومَ ذا مِنْ كَوْثَرٍ إرْتَوى |
إبْيَضَّ لَوْني، طابَ ريحي، عَلا |
قدري، فإنّي طائرٌ في الهَوا |
ما خابَ مَنْ عَنْ سيِّدي إفْتَدى |
عنْ روضَةِ الخُلْدِ التي ما نَوَى |
فَخْراً حَباني خَدُّهُ..إذ عَلا |
خَدّي بِفَضْلٍ مِنْ شديدِ القُوى |
يا جَوْنُ أنتَ المُرتضى في الولا |
أبكيكَ حُبّاً عِنْدَ عِزِّ الجَوَى |
كُنْ لي شَفيعاً عنْدَ ربِّ السَّما |
يا مَنْ له..خَيْرُ الوَرى ائتَوَى |
لا تَنْسني في حالِكٍ قَدْ طَغى |
فيكَ الرَّجا يُرجى وفيكَ البَوَى |
.......................
(*)من بحر الرجز: مستفعلن مستفعلن فاعلن.
لندن يوم تاسوعاء 1431هـ.