دعم الموسوعة:
Menu

الولاء الحُسينيُّ (*)

نسيمُ الولا من كربلا جاءَني

وقدْ باحَ لي سرّاً هَفا باطني (1)

فعشْتُ الهنا في ظلِّه وارفاً

وخاض النُّهى في صدره الكامنِ

وأمْعَنْتُ في فحوى ولائي لِمَنْ

فدى بالغوالي عبرَ ما نالني

فأينَ الفَدا ممَّا جرى في القضا

وما سرُّ من بقى في رؤى التاقنِ؟ (2)

فكنت الذي لا يرتوي رهبةً

إلى أن يعود الذي فاتني

ويا ليتني كنت الفدا للذي

مضى ظامياً في نينوى الداكنِ

وأسبغْتُ من أثرائها غَسلةً

أجاري فؤاد العابد الزاكنِ (3)

ويا ليتني كنت الشهيد الذي

وقى خير الأسباط بالمارنِ (4)

فيا كربلاء السبط جودي لنا

بعزمٍ يوازي عَزْمَ مَنْ سَادني

ويا صبر قُرَّ لي بعمق الوفا

ولا تسمحن للطعن من خائن

لقد خان فينا الدهر واستفحل الــ

ـرهان الذي في أفقه الفاتنِ

فما لي لأهل الجور لو ساوموا

معَ الدهر في قتل السُّرى الآمن!

فيا ربِّ عجِّلْ في الظهور الذي

سيشفي غليل المؤمن الساكنِ(5)

ففي ظلّهِ الواعي أقود القوى

معيناً إماماً قائد السّادنِ(6)

 

..................................

(*) بحر الميسر وزنه: «فعولن فعولن فاعلن فاعلن × 2»، أنشأها في لندن 1 محرم 1426 هـ.

(1) هفا: خفق القلب.

(2) التاقن: اسم فاعل بمعنى الماهر.

(3) الأثراء: جمع الثرى.   الزاكن: الفطن، والعابد الزاكن: الإمام السجاد (عليه السلام(.

(4) المارن: الرمح الصلب.

(5) الظهورُ: يريدُ به الإمام الحجة، الغائب. الذي يعود ويظهر آخر الزمان منقذاً ومخلِّصاً.

(6) السَّادن: الحاجبُ أو الخادمُ. يقال: سادنُ الكعبة: خادمُها والمسؤول عنها.