دعم الموسوعة:
Menu

أبو البتول (*)

نَعِقَ الغُرابُ فقلتُ مَنْ عساكَ تَنْعاهُ

علق اللسانُ بما جرى فصرْتُ أخشاهُ

فهوَ الذي لبسَ السواد كي يواسيني

وعن الفراق غدا ينوح لي بمولاهُ

علمُ الهداية قدْ هَوَى كغصنِ زيتونٍ

ضَرَبَتْهُ ريح خريفهِ، فهل سننساهُ

سحبٌ بدَتْ فغَدا زفيرها يُجاريني

فتزمْجَرَتْ برعودِها فغابَ مرعاهُ

وَغَدَتْ بيوم رعيلها تعي موالاتي

حَكَمَ القَضا برحيل مَنْ سَمَا فأصفاهُ

أَوَ ما رأتْ رسلُ السّما نجومها تَهوي

بجلاءِ مَنْ سكنَ الملا برحب ملجاهُ

بأبي البتول عنيتُ مادحاً فلا غرو

عَمَدُ الوجود ونورهُ الذي تغشّاهُ

فَقَدَ الورى عَمَداً وراحتِ التي تُرمى

بحياتها تتوسّدُ الترابَ أقساهُ

رجع الطليق إلى عهود جهله المُزري

أوَ ما جرتْ فتنٌ على يديه أبراهُ

برزَ العَداءُ على حُماةِ دينه الهادي

وأُزيحَ مَنْ بِوِدادهِ الكريمُ ناداهُ

فإلامَ يحكمُ وَغْدُها ويُلْتَغَى حقٌّ

وعلامَ يُهجَرُ برّها لصدق مَسْراهُ

­ قَسَماً بِمَنْ فَلَقَ الصّباحَ لم يعدْ صبحٌ(1)

لبني الرسول بما طوى الزمان مغناهُ

فلقدْ هجرتُ مسار رغبتي عن الدنيا

وكتمْتُ صوت ولائي الذي ستأباهُ

فكما الولاءُ سبيل رِفعتي كذاك الصَّبْـ

ـرُ ضياءُ مِسْرَجَتي إلى صباحِ لُقياهُ (2)

 

......................................

 من بحر الموزون، وزنه، متفاعلن متفاعلن مستفعل مستفعل ×2، ولكن دخل على ثالث تفعيلاته الخبن فأصبحت: مفاعلن، وعلى رابع تفعيلاته الكبل فأصبحت: فعولن، ثم الثلم فأصبحت: فعلن، بيكون كتالي: (متفاعلن متفاعلن مفاعلن فَعْلن × 2)، وقد انشأها في لندن 1427/2/28 هـ في ذكرى وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

1 - فلق: اظهر و أخرج.

2- المسرجة: من السراجَ وهي فانوس، وفي قراءة وقود مسرجتي.