دعم الموسوعة:
Menu

 

السَّعْدُ والنَّحْسُ (1)

 

النَّحْسُ منْ صنعِ البشَرْ

والسَّعدُ من ربِّ الأثرْ

سِرْ في الحيا مثل الأسَدْ

لا شُؤم في يومٍ أَبَدْ

هذا هو الرسمُ الحَسَنْ

أُسْلُكْ ولا ترْجَ المِحَنْ

قُمْ باكِراً فيه الأمَلْ

واسْرَعْ إلى خيرِ العَمَلْ

ربُّ السَّما يُجْرِي الفَلَكْ

بالخيرِ قدْ وَصّى المَلِكْ (2)

الخيرُ فيما وَقَعْ(3)

فالله شرّاً ما وَضَعْ

والنَّحْسُ منْ أمرِ الفَلَقْ

بلْ شَرُّنا ممّا خَلَقْ (4)

لا جَبْرَ مِمَّنْ قدْ بَرَأْ

قدْ جاءَنا ذا في النَّبأْ (5)

بلْ لا تَقُلْ فوضىً فَرَضْ

وسِّطْ سوى ذا قدْ رُفِضْ (6)

لا صدقَ في بُرْجٍ بَرَزْ

أوْ في الفَضَا ثورٌ قَفَزْ (7)

هلْ سوء حَظٍّ يُحْتَكَمْ

أمْ طالِعٍ قالوا نَظَمْ

ما هكذا تُبنى الأُسُسْ

الخَبْطُ مِنْ وَحْي الهَوَسْ

مَنْ شَعْوَذَ الناسَ انْفَلَتْ

ما ذاكَ إلاّ مِنْ أمتْ (8)

ما إنْ بَدَا فيهمْ حَدَثْ

قالوا: بِنَا جِنٌّ لَبَثْ

دَعْني فَذا ضَعْفٌ رَسَخْ

شيطانهُمْ فيهمْ نَفَخْ

ما مؤمنٌ يرجو الصِّدَفْ

قُرآنكُمْ فيكمْ حَفَظْ

ما بالُ نفسٌ لا تَلُذْ

إلاّ برملٍ أو عِوَذْ

قدْ أنكَروا يا لِلْعَجَبْ

نَهْجَ النُّهى فيما وَصَبْ

خُذْ حكم ذا مِمَّنْ فَقَهْ

فَكِّرْ بِذا يا مَنْ نَبَهْ

لَيْسَ الذي يطغى فَرِحْ

لا والذي يُجري المَرَحْ

كلاّ ولا مَنْ قدْ عَرَشْ

في راحةٍ أو مَنْ عَطَشْ (9)

ما دهْرُها إلاّ فُرَصْ

تأتي لِمَنْ فيها قَرَصْ

توفيقُكمْ وضع الخُطَطْ

مِنْ ها هُنا الباري رَبَطْ

أُطْلُبْ منَ الباري العَفُوْ

فكراً بعيداً من غُلُوْ

لا تَطْلُبَنْ نَهْجاً رَدِيْ

أوْ تَتْبِعَنْ رأيَ الدَّعِي (10)

ما هكذا تُبنى الأُسُسْ

الخَبْطُ مِنْ وَحْي الهَوَسْ

مِنْ دينِ ربّي إِنْتَهِجْ

خيراً بهِ قَدْ تَبْتَهِجْ

هل في سوى القُربى نَبَغْ

علم بِذا عنهمْ بَلَغْ (11)

 

--------------------------------------------------------

 (1)القصيدة أنشأها في لندن، شهر ذي القعدة من عام 1430هـ، وهي من بحر الرجز المجزوء "مستفعلن×4" ، وذلك عندما سألوه من دولة الإمارات العربية المتحدة عن السعد والنحس والحظ وما إلى ذلك.

 (2) الملك: الله سبحانه وتعالى.

 (3) إشارة إلى الحديث الشريف: "الخير فيما وقع" والذي أصبح مثلاً شائعاً.

 (4) إشارة إلى سورتي الفلق والناس.

 (5) أراد القرآن الكريم عبر الرسول الأعظم (ص)

 (6) إشارة إلى الأبراج التي هي من خيال الإنسان لتحديد الزمان، ومنها ما يسمى بالثور.

 (7) إشارة إلى ما ورد في الحديث: "لا جبرَ ولا تفوض، بل أمرٌ بين الأمرين".

(8)الأمْت: الاعوجاج، وأراد به الفكر منه.

 (9) إشارة إلى الفقراء والملوك أو الراعي والرعية.

 (10) الدعيّ إلى المعرفة وهو ليس أهلا لها.

 (11) القُربى: أراد أهل البيت (ع) حيث أن العلوم نشأت منهم عليهم السلام.